كان جاليكانوس نائبًا للإمبراطور قسطنطين وقائدًا في جيشه. عُرف بشجاعته وبسالته، وقام بحملتين عسكريتين ناجحتين: الأولى ضد الفرس، والثانية ضد السكيثيين، وفى الحملة الثانية اعتنق المسيحية على يد الأخوين القديسين يوحنا وبولس. إذ تمتع بالإيمان الحيّ اتسع قلبه بالحب للَّه والناس، وانحنت نفسه بروح الاتضاع لتخدم كل ضعيفٍ وفقيرٍ وغريبٍ. بعد عودته إلى روما، اعتزل في أوستيا Ostia وهناك بنى كنيسة، وإذ شعر بالحرية الداخلية لم يحتمل أن يرى إنسانًا عبدًا، لذا أعتق عبيده، ووسع منزله ليستضيف فيه الحجاج، وكان يلازمه في كل ذلك صديق له اسمه هيلارينوسHilarinus . وذاعت شهرته في الشرق والغرب، فكان يأتي البعض من كل مكان لمشاهدة النائب السابق وصديق الإمبراطور الذي يغسل أرجل الحجاج ويُعد لهم المائدة، يخدم المرضى، ويقدم ذاته مثلاً حيًا لقيم المسيحية السامية. أراد الله أن يُتوج حياته بإكليل الاستشهاد ، إذ بمجيء يوليانوس الجاحد خيَّره ما بين التبخير للأوثان أو النفي. فاختار النفي إلى مصر حيث عاش في وسط مجموعة من المتوحدين. لكن تبعه الاضطهاد إلى الصحراء حيث قُطعت رأسه حوالي سنة 352م، بينما عُذب صديقه هيلارينوس حتى الموت. العيد يوم 25 يونيو.