قتل 12 شخصا علي الأقل وأصيب 21 آخرون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري بوسط مدينة الرمادي بغرب بغداد.
يأتي الانفجار الذي وقع بالقرب من مجمع يضم مباني للإدارة المحلية قبل فترة قصيرة من الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من مارس المقبل والتي هدد جناح تنظيم القاعدة بالعراق بتعطيلها مما أذكي المخاوف من وقوع المزيد من أعمال العنف فيما يستعد الساسة والمرشحون للانتخابات.
من ناحية أخري يتجه العراق نحو الانتخابات العامة المقررة في السابع من مارس القادم دون مقاطعة بعدما أعلن رئيس الوزراء الأسبق رئيس القائمة العراقية إياد علاوي أن قائمته ستشارك في الانتخابات المقبلة رغم ما سماها محاولات الإقصاء والتهميش.
ودعا علاوي الذي شمل الإبعاد عددا من المرشحين عن قائمته أن تكون الأجواء مناسبة لإجراء الانتخابات وكان زعيم جبهة الحوار الوطني صالح المطلك المنضوي تحت القائمة العراقية قال في وقت سابق إن القائمة ستشارك في الانتخابات حتي وإن استمر إبعاده.
يأتي هذا التطور في وقت شكك فيه رئيس مجلس النواب إياد السامرائي في شرعية قرار اللجنة التمييزية لهيئة المساءلة والعدالة التي قضت بحرمان المئات من المرشحين من خوض الانتخابات.
وطالب السامرائي في رسالة بعث بها لرئيس مجلس القضاء الأعلي بالنظر بجدية في هذا الموضوع والتوجيه بما يوافق الدستور والقانون العراقي ووصف القرار باستبعاد المرشحين بأنه لم يكن من المقبول إسناده والحكم بمقتضاه بعيدا عن محاكمة عادلة.
وكانت مفوضية الانتخابات العراقية قد أعلنت أن النائبين صالح المطلك وظافر العاني بالإضافة إلي143 آخرين لن يشاركوا في الانتخابات المقبلة.
من ناحية أخري وصف نائب عراقي كردي توزيع الهدايا والتبرعات الرخيصة خلال الدعاية الانتخابية بأنه استخفاف بالناخبين العراقيين.
وأكد النائب سامي الأتروشي عضو التحالف علي أن المواطن العراقي أكثر وعيا من أن تؤثر فيه بعض تلك الهدايا الرخيصة مثل غطاء رأس أو فرن كهربائي أو قنينة غاز وغيرها من الهدايا التي لا قيمة لها أمام صوت الناخب الذي يوصل المرشح إلي القمة في إدارة الدولة العراقية من برلمان أو حكومة.
وحث الأتروشي العراقيين علي رفع شكوي للمفوضية العليا للانتخابات عن أية مخالفة يواجهونها أو استخفاف بهم من قبل المرشحين.
في غضون ذلك أوضح السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل أن تشكيل الحكومة العراقية بعد انتخابات الشهر المقبل قد يستغرق أشهرا عديدة لكنه أكد تصميم الولايات المتحدة علي سحب جميع قواتها القتالية من البلاد بنهاية أغسطس القادم.
وأعرب هيل في حديث بالمعهد الأمريكي للسلام عن اعتقاده بألا تسفر نتائج الانتخابات المقررة في السابع من الشهر المقبل عن فوز تكتل أو قائمة بعينها بأغلبية مقاعد البرلمان وهو ما قد يؤدي إلي فوضي سياسية في العراق.
وتوقع هيل أياما صعبة ومليئة بالعنف في الأسبوعين الباقيين قبل إجراء الانتخابات مشيرا إلي أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق أشهرا وأن الاختبار الحقيقي لن يكون في رد فعل الفائزين ولكن في كيف سيتقبل الخاسرون النتائج.
وكان محللون قد توقعوا أن يدخل العراق في فراغ سياسي بعد الانتخابات البرلمانية وأن مفاوضات مطولة بشأن حكومة جديدة ستشكل تهديدا للسلام الهش والمؤسسات الضعيفة في العراق.
من ناحية أخري انتقد مسئولان في هيئة المساءلة والعدالة قائد القوات الأمريكية في العراق لاتهامهما بالارتباط بالحرس الثوري الإيراني واعتبر ذلك تدخلا في شئون العراق.
وانتقد أحمد الجلبي وعلي اللامي في بيان تصريحات الجنرال الأمريكي راي أوديرنو التي أدلي بها خلال جلسة لمعهد دراسات الحرية في واشنطن وعبرا كذلك عن دهشتهما وخيبة أملهما من الكلام اللاذع وغير اللائق.
واتهم قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال أوديرنو كلا من الجلبي واللامي المسئولين عن استبعاد مرشحين من الانتخابات التشريعية بالارتباط بالحرس الثوري الإيراني.
وعلي اللامي هو رئيس هيئة المساءلة والعدالة التي حلت محل هيئة اجتثاث البعث وقد استبعدت 145 مرشحا من الانتخابات المقررة الشهر المقبل في العراق بتهمة الانتماء إلي حزب البعث المنحل.
وأحمد الجلبي المشرف علي هذه الهيئة كان حرض علي الاجتياح الأمريكي عام 2003 قبل أن تتدهور علاقاته بواشنطن وقد تقرب بعدها من مقتدي الصدر