منتديــــــــــــات ابــــــــــــــــــــــــونا يسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديــــــــــــات ابــــــــــــــــــــــــونا يسي

ابـــــــــــــــــــــونا يسي حبيبــــــــــــــــــــــــى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ضوابط اتخاذ القرار: الروح القدس، الأب الروحي، الحوار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 135
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
العمر : 37

ضوابط اتخاذ القرار: الروح القدس، الأب الروحي، الحوار Empty
مُساهمةموضوع: ضوابط اتخاذ القرار: الروح القدس، الأب الروحي، الحوار   ضوابط اتخاذ القرار: الروح القدس، الأب الروحي، الحوار I_icon_minitimeالجمعة فبراير 19, 2010 12:17 pm

ان أي قرار نتخذه في حياتنا له – بالضرورة – الاثر البعيد، إما إيجابيا أو سلبيا. لذلك كان لابد من ضوابط تساعددنا على الوصول إلى القرار الصحيح، خصوصا اذا تذكرنا محدودية الإنسان: عقله، وقدراته، ورؤيته، وعدم قدرته على معرفة ما يحمله المستقبل من مفاجآت، والمصادمات اليومية في الحياة مع النفس، ومع الاخرين، الاكبر والأصغر منا...

وكما ان الإنسان يحتاج نفسيا إلى "الحرية"، ولا ينمو بدونها، الا انه محتاج ايضا إلى "الضبط"، ويستحيل ان ينمو بدونه. هنا يكون الاتزان والتوازن، وهذه شريعة الحياة. فلو اننا اسرفنا في إعطاء انفسنا الحرية، انفلتنا إلى نوع من الفوضى أو التفكك أو الاحساسا بالضياع. ولو اننا اسرفنا في جرعة الضبط المطلوبة، سقطنا في الاحباط والقنوط وحتى اليأس.

من هنا تحتاج الطبيعة الإنسانية إلى مزيج بناء من الحرية والضبط، بحيث لا نتطرف يمينا نحو انفلات مدمر، او يسارا نحو إحباط يحطمنا. ولهذا السبب بالضبط خلقنا الله احرارا، وتركنا نختار طريقنا وطريقتنا في الحياة كما نريد، لانه لا يحب ان يرانا دمى تافهة أو قطع شطرنج في جنته السعيدة، بل يريدنا ان نختار الحياة معه وله، عن قناعة وفرح ورضى. كما انه وضع في اعماقنا الضمير او الشريعة الادبية أو الناموس الطبيعى، حتى يساعدنا بانواره الكاشفة واصواته البناءة في تحديد المسار في حرية وفرح، بعد ان نختبر متاعب الانحراف والمعاندة، وبركات الحياة مع الهه في طريق الخير.

فما هي يا ترى الضوابط الذي تساعدنا على التحقق من صحة اختيارنا وسلامة قراراتنا؟



1- الروح القدس:

العامل في الضمير، ذلك الصوت الالهي، الذي يأتينا من عند الله، والذي يزداد ارهافا وحساسية بسكنى روح الله فينا. فالروح القدس غير الضمير، وغير الروح الإنسانية. انه الاقنوم الثالث في الهنا الواحد، الاقنوم الذي يفعل فينا، وينقل الينا بركات الفداء، ويضىء لنا الطريق: يبكتنا كلما اخطأنا، ويشجعنا كلما اصبنا، ويسكب النور في قلوبنا فنميز الامور المتخالفة، كما يغرس طريقنا بالنور فنعرف كيف نسير وفي أي طريق نتجه. وهكذا فالذين " ينقادون بروح الله، اولئك هم ابناء الله " (رو8: 14) (اقرأ نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا). والإنسان الذي يحب ان يضبط مساره، ويتأكد من صحة قراره، عليه ان يصلى في إلحاح، وبروح كلها إخلاص في طلب معرفة مشيئة الله، وفي تسليم صادق لارادته وتفكيره لارادة الله وتفكيره... وهكذا... اذ يشعر براحة ضمير، واستقرار وسلام نفسى، دون انفعال او تشنج، يحس ان روح الله مستريح فيه لهذا القرار متفقا مع معطيات، الانجيل وطريق القداسة.

هذه قوة ضابطة هامة، عودتنا الكنيسة ان نطلبها باستمرار في صلاة الساعة الثالثة، ونكررها في صلوات نصف الليل: "ايها المعلم السمائى المعزي روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل كنز الصالحات ومعطى الحياة، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس ايها الصالح وخلص نفوسنا". وما تطهير القلب من تلوث الخطية وانحراف الغرض والمشيئة الذاتية الانانية، سوى خير ضمان لسلامة المسيرة وصحة القرار. ألم يقل لنا الرب عن الروح القدس: " متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يو16: 13)؟

علينا اذن ان نصلى باستمرار كلما تحيرنا، طالبين من الرب ان يكشف لنا مشيئته، وسوف نستريح إلى إتجاه معين، يشهد الكتاب المقدس على صحته وسلامته، فنتحرك في هذا الاتجاه في روح الصلاة والتسليم، تاركين للرب ان يكمل الطريق أو يلغيه، كاشفا لنا مشيئته التي سنتقبلها بكل فرح.

وليكن شعارنا قول المرنم: "تمسكت خطواتى بآثارك، فما ذلت قدماى" (مز17: 5). ولنسمع في كل حين وعد الرب: " اعلمك وارشدك الطريق التي تسلكها، انصحك عينى عليك " (مز32: Cool.



2- الاب الروحى:

وهذا ضابط آخر غاية في الاهمية، ذلك عملا بقول القديسين: الذين بلا مرشد هم كأوراق الخريف، سريعا يسقطون. وتنبع اهمية اب الاعتراف في القرارات المصيرية من عدة
منطلقات:

أ‌) الاب الحانى المحب، الذي يهمه امرى، ويحب ان يطمئن إلى كل خطوات مسارى.

ب‌) وهو وكيل السر، الذي يصلى معى اثناء الاعتراف طالبا من الرب ان يرشده ويرشدنى لما فيه خير حياتى...

ج‌) هو الاكثر خبرة، بسبب المواقف الكثيرة التي عاشها شخصيا، أو من خلال الخدمة...

د‌) وهو الانضج سنا، بحيث يرفعنى من انفعالات واندفاعات الشباب المبكر، وينبهنى إلى خطورتها...

هـ‌) وهو الصوت الروحى والصوت العاقل، الذي يمكن ان يخرجنى من " الحصر النفسى " الذي احياه حينما ادرس مشكلتى بمفردى داخل " خزانتى النفسية ". ان مجرد " فرد " النفس وكشفها امام اب روحى، كفيل بأن اعيد تقييم الامور، إذ افرغ شحنتى الانفاعلات فلا تتحكم نفسى في، ولا عواطفي، ولا انفعالتي، بل يتحكم روح الله، والعقل المستير بالروح والانجيل، في مسار حياتى.

وهكذا يكون دور اب الاعتراف غاية في الاهمية في ضبط المسار، وإتخاذ القرار، وبالذات في الامور المصيرية. خصوصا إذا اضفنا إلى ذلك عنصر إخلاص الاب لابنه الروحى، وصلواته من اجله، وكتمانه لاسرار حياته.

لذلك ليتك تعرض افكارك يا اخى الحبيب على ابيك الروحى، ويجب ان يكون واحدا ثابتا، لا يتغير ما لم تكن هنالك ضرورة قصوى، حتى يكون شاعرا بمسار حياتك من مرحلة إلى مرحلة، وبظروفك الفردية والعائلية والعامة، ومن هنا يقدم لك المشورة المناسبة مسترشدا بروح الله القدوس.



3- الحوار:

وهذا هو الضابط الثالث في الحياة، فما اخطر ان يعتمد الإنسان على فكره الخاص، ويرفض ان يتحاور مع غيره حتى في اموره الخاصة. ان فكرك الخاص هو بالقطع فكر محدد، معرض للصواب والخطأ. كما ان تفكيرك بمفردك يسقط في "شرك نفسى"، هو التفكير الانفعإلى المقود بالعاطفة، واحيانا بالغريزة. كما انك بمفردك ستركز على زاوية في الموضوع ناسيا أو متناسيا زوايا اخرى هامة. أما خروجك من هذه القوقعة الذاتية إلى شركة المحبة، مع الاسرة، او الاصدقاء البنائين، أو خادمك في الكنيسة، أو ابيك في الاعتراف... هذا كله يغمر موضوعك بالضوء، ويساعدك على اكتشاف نفسك، ودوافعك، وزوايا الخطأ والصواب في الامر، والمسار المطلوب والبناء، وطريقة الوصول اليه وتنفيذه... وهكذا. اما " الانحصار في الذات "، والحياة داخل قوقعة ذاتية محضة، فأمر اشيه بالحياة داخل حجرة تسرب فيها الغاز، واضحت محفوفة بالمخاطر الخانقة او الحارقة.

إذن، فلنخرج من ذواتنا، ونناقش في روح هادئة، قابلة للنقد، والتعلم، معترفة بإمكان الخطأ وبحقيقة ان الإنسان ضعيف ومحدود... وهكذا بالحوار الوديع، بقلب مفتوح، وعقل واع، نصل إلى القرار الحسن.

ولكن هذا لا يعنى ان احاور أي إنسان أو كل إنسان في امورى، فقديما قال الآباء: " لا تكشف نفسك الا امام ما يمكنه ان يساعدك لخلاص نفسك ". فالكلام ينطبق هنا على الاسرة والاصدقاء البنائين والخادم الكنسى واب الاعتراف... ولكنه بالقطع لا ينسحب إلى " الشلة "، أو الاصدقاء المنحرفين، الذين هم في حاجة إلى من يرشدهم. فلا تكن مثل رحبعام بن سليمان الملك، الذي ترك مشورة الشيوخ بأن يخفف على شعبه ويعاملهم بحب واتضاع، وإنساق إلى مشورة الشبان الذين نصحوه بأن يقسو على الشعب، فتمزقت المملكة، واستمرت هكذا لمئات السنين. ولنذكر كلمات الحكيم: "المساير الحكماء يصير حكيما، ورفيق الجهال يضر " (أم13: 20).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://abonayasa.yoo7.com
 
ضوابط اتخاذ القرار: الروح القدس، الأب الروحي، الحوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديــــــــــــات ابــــــــــــــــــــــــونا يسي :: شبــــــــــــــابيات :: شبـابـيـات مسيحية-
انتقل الى: